يقولُ تعالى ذكرُه لنبيِّه محمدٍ ﷺ: ومن اللَّيلِ فاسهَرْ بعدَ نومَةٍ يا محمدُ، بالقرآنِ، نافِلةً لك خالصةً دونَ أمَّتِك. والتهجُّدُ التيقُّظُ والسّهَرُ بعدَ نومَةٍ من اللَّيلِ، وأمَّا الهجودُ نفسُه فالنومُ. كما قال الشاعرُ (١):
حدَّثني محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بن عبدِ الحكمِ، قال: ثنا أبي وشُعَيبُ بنُ الليثِ، عن الليثِ، عن خالدِ (٥) بن يزيدَ، عن ابن (٦) أبي هلالٍ، عن الأعرجِ أنَّه قال: أخبرَني حُميدُ بنُ عبدِ الرحمنِ بن عوفٍ، عن رجلٍ من الأنصارِ، أنه كان مع رسولِ اللَّهِ ﷺ في سفرٍ، فقال: لأنظُرنَّ كيف يصلِّي رسولُ اللَّهِ ﷺ. قال: فنام رسولُ اللَّهِ ﷺ ثم
(١) التبيان ١٥/ ٥١١، وتفسير القرطبي ١٠/ ٣٠٨، وفتح القدير ٣/ ٢٥١. (٢) العلالة: ما تعللت به، أي لهوت به. اللسان (ع ل ل). (٣) ديوانه ص ٣٦٢. (٤) قال ابن السكيت: حوران الجنود: بها جنود، وأهل الشام يسمون كل كورة جندا، وهو اثنا عشر ميلا. المصدر السابق. (٥) في ص، ت ١: "مجالد"، وفى، م، ف ت ٢: "مجاهد". والمثبت من السنن الكبرى. وينظر تهذيب الكمال ٨/ ٢٠٨. (٦) سقط من: م، ت ١، ت ٢، ف. ينظر تهذيب الكمال ١١/ ٩٤.