حدَّثني المثنى، قال: ثنا عبدُ اللهِ بنُ صالحٍ، قال: ثني معاويةُ، عن عليِّ بن أبى طلحةَ، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ﴾. يعنى: إن كتَمْتَ آيَةً مما أُنْزِل [عليك مِن ربِّكَ](١) لم تُبَلِّغْ رِسالتي (٢).
حدَّثنا بشرُ بنُ مُعاذٍ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ﴾ الآية: أَخْبَرَ اللهُ نبيَّه ﷺ أنه سَيَكْفِيه الناسَ ويَعْصِمُه منهم، وأمرَه بالبلاغِ. ذُكِر لنا أن نبيَّ اللهِ ﷺ قيل له: لو احْتَجَبْتَ؟ فقال:"واللهِ لأُبْدِيَنَّ عَقِبِى للناسِ ما صاحبْتُهم"(٣).
حدَّثني الحارثُ بنُ محمدٍ، قال: ثنا عبدُ العزيزِ، قال: ثنا سفيانُ الثَّوريُّ، عن رجلٍ، عن مجاهدٍ، قال: لمَّا نزَلَت: ﴿بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ﴾. قال:"إنما أنا واحدٌ كيف أَصْنَعُ؟ تَجتَمِعُ عليَّ الناسُ! ". فنزلَت: ﴿وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ﴾ الآية (٤).
(١) في ت ١، س: "الله عليك". (٢) في ص، ت ١: "رسالاتي". والأثر أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١١٧٣ (٦٦١٢) من طريق أبي صالح به. (٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١١٧٤ (٦٦١٦) من طريق يزيد إلى قوله: بالبلاغ. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٢٩٩ إلى عبد بن حميد وابن المنذر وأبى الشيخ. (٤) تفسير سفيان ص ١٠٥، ومن طريقه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١١٧٣ (٦٦١٣)، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٢٩٨ إلى عبد بن حميد وأبى الشيخ.