حدَّثني يعقوبُ، قال: ثنا ابن عُلَيةَ، عن أبي رجاء، قال: سُئل عكرمة عن قوله: ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾. قال: يُوَفِّيه اللَّهُ أَجرَه أو عمله، ولا يؤاخذه إذا رُدَّ إلى أرذل العمرِ (١).
حدَّثني يعقوب، قال: ثنا المعتمرُ بن سليمان، قال: سمعت الحكم يحدِّثُ عن عكرمة: ﴿ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (٥) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾. قال: الشيخُ الهَرْمُ، لم يضره كبره أن ختم الله له بأحسن ما كان يعملُ (٢).
حدَّثنا ابن عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمرٍ، عن قتادة: ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾. قال: من أدركه الهرَمُ وكان يعملُ صالحًا، كان له مثلُ أجره إذ (٣) كان يعملُ (٤).
وقال آخرون: بل معنى ذلك: ثم رددناه أسفل سافلين في جهنم، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات، فلهم أجرٌ غيرُ ممنون. فعلى هذا التأويل: ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ مستثنون من الهاءِ في قوله: ﴿ثُمَّ رَدَدْنَاهُ﴾. وجاز استثناؤهم منها إذ كانت كتايةً للإنسان، وهو بمعنى الجمع، كما قال: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (٢) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ [العصر: ٢، ٣].
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني محمدُ بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن
(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣٦٦ إلى المصنف وعبد بن حميد. (٢) ذكره البغوي في تفسيره ٨/ ٤٧٢. (٣) في م: "إذا". (٤) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٣٨٢ عن معمر به.