الذي (١) ببكَّةَ مباركًا. فـ "البيت" عندَهم من صفتِه (٢)"الذي ببكَّةَ"، و "الذي" بصِلَتِه معرفةٌ، و"المباركُ" نكرةٌ، فنُصِب على القطعِ منه في قولِ بعضُهم، وعلى الحالِ في قولِ بعضِهم، ﴿وَهُدًى﴾ في موضعِ نصبٍ على العطفِ على قولِه: ﴿مُبَارَكًا﴾.
القولُ في تأويلِ قولِه: ﴿فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ﴾
اخْتَلَفت القرَأةُ في قراءةِ ذلك؛ فقرأه قرأةُ الأمصارِ: ﴿فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ﴾ على جِماعِ "آيةٍ"، بمعنى: فيه علاماتٌ بيِّناتٌ.
وقرأ ذلك ابن عباسٍ:(فِيهِ آيَةٌ بيِّنةٌ). يعنى بها: مقام إبراهيمَ. يُراد بها علامةٌ واحدةٌ (٣).
ثم اخْتَلف أهلُ التأويلِ في تأويلِ قولِه: ﴿فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ﴾. وما تلك الآياتُ؟ فقال بعضُهم: مَقامُ إبراهيمَ والمَشْعرُ (٤)، ونحوُ ذلك.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ﴾: مَقامُ إبراهيمَ والمَشْعرُ (٥)
حدَّثنا الحسنُ (٦) بنُ يحيى، قال: أخبَرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادةَ ومجاهدٍ: ﴿فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ﴾ قالا: مقامُ إبراهيمَ من الآياتِ
(١) زيادة لابد منها ليستقيم السياق. (٢) في ص، م، ت ١، ت ٢، س: "صفة". (٣) ينظر تفسير ابن أبي حاتم ٣/ ٧١٠ (٣٨٤٤)، والتبيان ٢/ ٥٣٧. (٤) بعده في م، ت ٢: "الحرام". (٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٧١٠ (٣٨٤٤) عن محمد بن سعد به. (٦) في النسخ: "إسحاق". وهو خطأ، وتقدم مرارًا.