ومِن جهادٍ في سبيلِه، يعني: في نُصْرِة دينِ اللهِ الذي ارتَضاه، ﴿فَتَرَبَّصُوا﴾. يقولُ: فتَنَظَّروا، ﴿حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ﴾. حتى يأتىَ اللهُ بفتحِ مكةَ، ﴿وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾. يقولُ: واللهُ لا يُوَفِّقُ للخيرِ الخارِجِين عن طاعتِه وفي معصيتِه.
وبنحوِ الذي قُلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نَجِيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ﴾: بالفتحِ (١).
حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حَجَّاجٌ، عن ابن جُرَيجٍ، عن مجاهدٍ: ﴿فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ﴾: فتحِ مكةَ.
حدَّثنا محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ المُفَضَّلِ، قال: ثنا أسباطُ، عن السُّدِّيِّ: ﴿وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا﴾. يقولُ: تَخْشَون أن تَكْسُدَ فتَبِيعونها (٢)، ﴿وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا﴾. قال: هي القصورُ والمنازلُ (٣).
حدَّثنا بِشْرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا﴾. يقولُ: أَصَبْتُموها (٤).
(١) تفسير مجاهد ص ٣٦٦، ومن طريقه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٧٧٢، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٢٢٣ إلى ابن أبي شيبة وابن المنذر وأبى الشيخ. (٢) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "وأما". (٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٧٧١ من طريق أحمد بن المفضل به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٢٢٣ إلى أبى الشيخ. (٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٧٧١ من طريق يزيد به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٢٢٣ إلى عبد بن حميد وابن المنذر وأبى الشيخ.