يعنى تعالى ذكرُه بقولِه: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ﴾: أُطْلِقَ لكم وأُبِيحَ.
ويعنى بقولِه: ﴿لَيْلَةَ الصِّيَامِ﴾: في ليلةِ الصيامِ.
فأمَّا ﴿الرَّفَثُ﴾ فإنه كنايةٌ عن الجمَاعِ في هذا الموضعِ، يقال: هو الرَّفَثُ والرُّفُوثُ. وقد رُوِى أنها في قراءةِ عبدِ اللهِ:(أُحِلَّ لكم ليلةَ الصيامِ الرُّفوثُ إلى نسائِكم)(١).
وبمثلِ الذى قُلْنا في تأويلِ "الرَّفَثِ" قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ الحكمِ المصريُّ، قال: ثنا أيوبُ بنُ سُوَيْدٍ، عن سفيانَ، عن عاصمٍ، عن بكرِ بنِ عبدِ اللهِ المُزَنيِّ، عن ابنِ عباسٍ، قال: الرفثُ الجماعُ، ولكنَّ اللهَ كريمٌ يَكْنِى (٢).
حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قال: ثنا جريرٌ، عن عاصمٍ، عن بكرٍ، عن ابنِ عباسٍ مثلَه.
حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: حدَّثني أبي، قال: حدَّثني عمِّى، قال: حدَّثني أبي، عن أبيه، عن ابنِ عباسٍ، قال: الرفثُ النكاحُ.
= وستجد أرقام المخطوط ت ١، بين معقوفين حتى ينتهى هذا الخرم. (١) ذكره أبو حيان في البحر المحيط ٢/ ٤٨. (٢) تفسير سفيان ص ٦٣، ٦٤، ومن طريقه عبد الرزاق في مصنفه (١٠٨٢٦)، ووكيع -كما في الدر المنثور ١/ ١٩٨ - وعنه ابن أبي شيبة (القسم الأول من الجزء الرابع) ص ١٥٨. وأخرجه ابن أبي حاتم ١/ ٣٤٦ (١٨٢٤) من طريق عاصم به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور إلى ابن المنذر.