عن الربيعِ بن أنسٍ، عن أبي العاليةِ، قال: ثني أُبيُّ بنُ كعبٍ: ﴿وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ﴾. قال: اختلَطتْ (١).
وقال آخرون: بل معنى ذلك: جُمعت.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ﴾: إنَّ هذه الخلائقَ موافيةٌ يومَ القيامةِ، فيقضِى اللهُ فيها ما يشاءُ (٢).
وأولى الأقوالِ في ذلك بالصوابِ قولُ مَن قال: معنى ﴿حُشِرَتْ﴾: جُمعت فأُميتَتْ؛ لأنَّ المعروفَ في كلامِ العربِ مِن معنى الحشرِ الجمعُ، ومنه قولُ الله: ﴿وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً﴾ [ص: ١٩]. يعنى: مجموعةً. وقولُه: ﴿فَحَشَرَ فَنَادَى﴾ [النازعات: ٢٣]. وإنما يُحملُ تأويلُ القرآنِ على الأغلبِ الظاهرِ مِن تأويلِه، لا على الأنكرِ المجهولِ.
وقولُه: ﴿وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ﴾. اختلَف أهلُ التأويلِ في معنى ذلك؛ فقال بعضُهم: معنى ذلك: وإذا البحارُ اشتَعلَت نارًا وحَمِيَت.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا الحسينُ بنُ حُريثٍ، قال: ثنا الفضلُ بنُ موسى، قال: ثنا الحسينُ بنُ واقدٍ، عن الربيعِ بن أنسٍ، عن أبي العاليةِ، قال: ثني أُبيُّ بنُ كعبٍ: ﴿وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ﴾. قال: قالت الجنُّ للإنسِ: نحن نأتيكم بالخبرِ. فانطلَقوا إلى البحارِ فإذا هي تأجَّجُ نارًا (١).
(١) تقدم تخريجه في ص ١٢٩. (٢) ذكره ابن كثير في تفسيره ٨/ ٣٥٤، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣١٨ إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم.