واختَلف أهلُ التأويلِ في معنى قولِه: ﴿فَهُمْ يُوزَعُونَ﴾؛ فقال بعضُهم: معنى ذلك: فهم يُحْبَسُ أَوَّلُهم على آخِرِهم حتى يَجْتَمِعوا.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابن جُرَيجٍ، عن عطاءٍ الخُراسانيِّ، عن ابن عباسٍ، قال: جُعِل على كلِّ صِنْفٍ وزَعَةٌ (١)، يَرُدُّ أُولَاها على أُخْراها؛ لئلا يَتَقدَّموا في المَسِيرِ، كما تصنعُ الملوكُ (٢).
حدَّثنا القاسمُ، قال:[ثنا الحسينُ، قال](٣): ثنا أبو سفيانَ، عن مَعْمَرٍ، عن قتادةَ قولَه: ﴿وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ﴾. قال: يردُّ أوَّلُهم على آخرِهم (٤).
وقال آخرون: معنى ذلك: فهم يُساقُون.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِه: ﴿وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ﴾. قال: ﴿يُوزَعُونَ﴾: يُساقُون (٥).
وقال آخرون: بل معناه: فهم يَتَقدَّمون.
(١) في م: "من". والوزعة: جمع وازع، وهو الحابس العسكر الموكل بالصفوف، يتقدم الصف فيصلحه ويقدم ويؤخر. اللسان (و ز ع). (٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١٠٤ إلى المصنف. (٣) سقط من: م. (٤) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٧٩ عن معمر به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١٠٤ إلى عبد بن حميد. (٥) ذكره الطوسي في التبيان ٨/ ٧٤.