حدَّثنا موسى، قال: ثنا عمرٌو، قال: ثنا أسباط، عن السديِّ: ﴿قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ [ثُمَّ هَدَى﴾. يقولُ](٢): أعطى كلَّ دابةٍ خلَقَها زوجًا، ثم هدَى للنكاحِ (٣).
وقال آخرون: معنى قوله: ﴿ثُمَّ هَدَى﴾. أنه هداهم إلى الأُلفةِ والاجتماعِ والمُناكحة.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدثني محمد بن سعد، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: ﴿الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾. يعنى: هَدى بعضهم إلى بعضٍ، ألَّف بين قلوبهم وهداهم للتزويج؛ أن يُزَوِّجَ بعضُهم بعضًا.
وقال آخرون: بل (٤) معنى ذلك: أعْطَى كلَّ شيءٍ صورته، وهي خلقه الذي خلقه به، ثم هداه لما يُصْلِحُه مِن الاحتيال للغذاء والمعاش.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا أبو كُريبٍ وأبو السائب، قالا: ثنا ابن إدريس، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: ﴿أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾. قال: أعْطَى كلَّ شيءٍ صورته، ثم
(١) في ت ٢: "مولوده". والأثر أخرجه البيهقى في الأسماء والصفات (١٣٩) من طريق عبد الله بن صالح به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٣٠٢ إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم. (٢) سقط من: ت ١، ت ٢. (٣) تقدم أوله في ص ١٩. (٤) زيادة من: ت ٢.