يعني تعالى ذكرُه بقولِه: ﴿ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ﴾. يقالُ لهم: ذُوقوا فِتنتَكم، وترَك:"يُقالُ لهم"؛ لدلالةِ الكلامِ عليها، ويعني بقولِه: ﴿فِتْنَتَكُمْ﴾: عذابَكم وحريقَكم.
واختلَف أهلُ التأويلِ في ذلك، فقال بعضُهم بالذي قلْنا فيه.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿فِتْنَتَكُمْ﴾. قال: حريقَكم (١).
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ﴾: ذوقوا عذابَكم هذا الذي كنتُم به تَسْتَعْجِلون.
حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ في قولِه: ﴿ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ﴾. يقولُ: يومَ يُعَذَّبون، فيقولوا: ذُوقوا عذابَكم (٢).
حُدِّثتُ عن الحسينِ، قال: سمِعتُ أبا معاذٍ يقولُ: أخبَرنا عبيدٌ، قال: سمِعتُ الضحاكَ يقولُ في قولِه: ﴿ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ﴾. يقولُ: حريقَكم.
حدَّثنا ابنُ حمَيدٍ، قال: ثنا مهرانُ، عن سفيانَ: ﴿ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ﴾. يقولُ:
(١) ذكره القرطبي في تفسيره ١٧/ ٣٥، وابن كثير في تفسيره ٧/ ٣٩٣. (٢) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٢٤٢ عن معمر به.