القيامَ بما تُكلِّفُنى من الرسالةِ، وتحمِّلُنى من الطاعةِ.
وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِ اللهِ: ﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي﴾. قال: جرِّئْه (١) لى.
وقولُه: ﴿وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي﴾. يقولُ: وأَطْلِقْ لساني بالمنطقِ. وكانت فيه - فيما ذُكِر - عُجْمةٌ عن الكلامِ للذى (٢) كان من إلقائِه الجمرةَ إلى فيه يومَ همَّ فرعونُ بقتلِه.
ذكرُ الروايةِ بذلك عمن قاله
حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى عن ابن أبي نجيحٍ، عن [سعيدِ بن جبيرٍ](٣) في قولِه: ﴿عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي﴾. قال: عجمةً، الجمرةِ نارٍ أَدْخَلها في فيه عن أمرِ امرأةِ فرعونَ، تردُّ به عنه عقوبةَ فرعونَ، حين أخَذ موسى بلحيتِه وهو لا يعقِلُ، فقال: هذا عدوٌّ لى. فقالت [له: إنه لا يعقِلُ](٤).
حدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، عن ابن أبي نَجيحٍ: ﴿وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي﴾: لجمرةِ نارٍ أَدْخَلها في فيه عن أمرِ امرأةِ فرعونَ، تدرَأُ به عنه عقوبةَ فرعونَ، حينَ أخَذ موسى بلحيتِه وهو لا يعقِلُ، فقال: هذا
(١) في م: "جرأة". (٢) في م: "الذي". (٣) في ت ١: "مجاهد". (٤) في ص، ت ١، ف: "لا تفعل". والأثر عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٩٥ إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.