حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن أبانِ (١): ﴿وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ﴾. قال: جيء بها مزمومةً (٢).
وقولُه: ﴿يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: يومئذٍ يتذكرُ الإنسانُ تفريطَه في الدنيا في طاعةِ اللهِ، وفيما يقرِّبُ إليه مِن صالحِ الأعمالِ، ﴿وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى﴾. يقولُ: و (٣) مِن أيِّ وجْهٍ له التذكُّرُ (٤)!
وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني عليٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى﴾. يقولُ: وكيف له (٥)!
قال أبو جعفرٍ ﵀: وقولُه جلَّ وعزَّ: ﴿يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾. يقولُ تعالى ذكرُه مُخْبِرًا عن تلهُّفِ ابن آدم [وحزنِه](٦) يومَ القيامةِ، وتندُّمِه على تفريطِه في الصالحاتِ مِن الأعمالِ في الدنيا التي تُورِثُه بقاءَ الأبدِ، في نعيمٍ لا انقطاعَ له: يا ليتني قدمتُ في الدنيا من صالحِ الأعمالِ لحياتي هذه التي لا موتَ
(١) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "قتادة". (٢) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٣٧١ عن معمر عن أبان عن رجل عن أبي وائل. (٣) سقط من: م. (٤) في م: "التذكير". (٥) أخرجه ابن أبي حاتم - كما في الإتقان ٢/ ٥٥ - من طريق أبي صالح به. (٦) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣.