فأجابهم أهل الجنة: إن الله ﵎ حرَّم الماء والطعام على الذين جحدوا توحيده، وكذبوا في الدنيا رسله.
والهاء والميم في قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا﴾. عائدتان على "الماء"، وعلى "ما" التي في قوله: ﴿أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ﴾.
وبنحو ذلك قال أهل التأويل.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبى، عن سفيان، عن عثمان الثقفي، عن سعيدِ بن جبير، عن ابن عباس: ﴿وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ﴾. قال: يُنادِى الرجلُ أخاه أو أباه، فيقولُ: قد احْتَرَقْتُ، أَفِضُ عليَّ من الماء. فيقال لهم: أجيبوهم. فيقولون: ﴿إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ (١).
وحدَّثني المثنى، قال: ثنا ابن دُكَيْنٍ، قال: ثنا سفيان، عن عثمان، عن سعيد بن جبير: ﴿وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ﴾. قال: يُنادِى الرجلُ أخاه: يا أخى قد احْتَرَقْتُ فأَغِثنى. فيقولُ: ﴿إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ (٢).
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيد في قوله: ﴿إِنَّ
(١) تفسير سفيان ص ١١٣، وأخرجه ابن أبي شيبة ١٣/ ٣٦٩ عن وكيع به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٩٠ إلى عبد بن حميد وابن المنذر وأبى الشيخ. (٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٤٩٠ (٨٥٣٢) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين به من قول ابن عباس.