فتأويلُ الكلام في هذا الموضع: وفرَغ ربُّك إلى بني إسرائيل فيما أنزل من كتابه على موسى صلواتُ الله عليه، بإعلامه إياهم وإخباره لهم، ﴿لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ﴾. يقولُ: لَتَعْصُنَّ الله يا معشر بنى إسرائيل، ولتخالفُنَّ أمره في بلاده مرتين، ﴿وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا﴾. يقولُ: ولَتستَكبِرُنَّ على الله باجترائكم عليه استكبارًا شديدًا.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويل.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني يونسُ، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِ اللهِ: ﴿وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾. قال: أعلَمناهم.
حدَّثني عليُّ بنُ داودَ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ، في قوله ﴿وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾. يَقُولُ: أعلَمناهم (٢).
وقال آخرون: معنى ذلك: وقضَينا على بني إسرائيل في أمِّ الكتاب، وسابقِ علمِه.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثني عمِّي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ: ﴿وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾. قال: هو قضاءٌ قضى
(١) تقدم في ٢/ ٤٦٦، ٤٦٧. (٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٦٣ إلى المصنف، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.