يقولُ تعالى ذكرُه: قال ذو القرْنَين: الذي مَكْنَنِي في عمَلِ ما سألتُموني مِن السدِّ بينَكم وبينَ هؤلاء القومِ ربِّي، ووَطَّأَه لِي وقوَّانى عليه، خيرٌ مِن جُعلِكم والأُجرَةِ التي تَعرِضُونَها عليَّ لبِناءِ ذلك، وأكثرُ وأطيبُ، ولكِن ﴿فَأَعِينُونِي﴾ مِنكم ﴿بِقُوَّةٍ﴾. يقولُ (٢): أَعِينوني بفَعَلَةٍ وصُنَّاعٍ يُحسِنونَ البناءَ والعملَ.
كما حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال:[نا آدمُ بنُ عُيينَةَ، عن أخيه سفيانَ بن عُيينةَ، عن ابن أبي نجيحٍ](٣)، عن مجاهدٍ قال: ﴿قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ﴾. قال: برجالٍ ﴿أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا﴾.
وقال. ﴿مَا مَكَّنِّي﴾ فأدغَمَ إحدَى النُّونَين في الأُخرى، وإِنَّما هو ما مَكَّنَنِي فيه. وقولُه: ﴿أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا﴾. يقولُ: أجعَلْ بينَكم وبينَ يأجوجَ
(١) في م: "خراجا حتى". (٢) ليست في م، ت ١، ت ٢، ص، ف. وهى من أسلوب المصنِّف الغالب عليه استعماله. (٣) في ص، م، ت ١، ف: "ثنى حجاج عن ابن جريج". وفى ت ٢: "ثني حجاج بن عيينة عن أخيه سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح". تنظر ترجمة آدم بن عيينة في تاريخ بغداد ١/ ٤١، ولسان الميزان ١/ ٣٣٦.