حدَّثنا أبو كريبٍ، قال: ثنا ابن يمانٍ، [عن أشعثَ](١)، عن جعفرٍ، عن سعيدٍ، قال: قُرئت ﴿يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (٢٧) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً﴾ عندَ النبيِّ ﷺ، فقال أبو بكرٍ: إن هذا لحسنٌ. فقال رسولُ الله ﷺ:: "أَمَا إِنَّ الملَكَ سيقولُها لك عندَ الموتِ"(٢).
حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ، عن إسماعيلَ بن أبي خالدٍ، عن أبي صالحٍ: ﴿ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ﴾. قال: هذا عندَ الموتِ، ﴿فَادْخُلِي فِي عِبَادِي﴾. قال: هذا يومَ القيامةِ (٣).
وقال آخرون في ذلك بما حدَّثنا به أبو كريبٍ، قال: ثنا ابن يمانٍ، عن عن أُسامةَ بن زيدٍ، عن أبيه في قولِه: ﴿يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ﴾، قال: بُشِّرت بالجنةِ عندَ الموتِ، ويومَ الجمعِ، وعندَ البعثِ (٤).
وقولُه: ﴿ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ﴾. اختلَف أهلُ التأويلِ في تأويلِه؛ فقال بعضُهم: هذا خبرٌ من اللهِ جلَّ ثناؤُه عن قيلِ الملائكةِ لنفسِ المؤمنِ عندَ البعثِ، تأمرُها أَنْ تَرْجِعَ في جسدِ صاحبِها. قالوا: وعُنِى بالربِّ ههنا صاحبُها.
(١) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣. (٢) أخرجه ابن أبي حاتم - كما في تفسير ابن كثير ٨/ ٤٢٣ - وأبو نعيم في الحلية ٤/ ٢٨٣ من طريق يحيى ابن يمان به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣٥٠ إلى عبد بن حميد وابن مردويه. (٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣٥١ إلى المصنف وابن المنذر وابن أبي حاتم. (٤) أخرجه أبو نعيم في الحلية ٥/ ٣٦٢ من طريق خارجة بن زيد بن أسلم عن أبيه، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣٥١ إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.