وَشارِبٍ مُرْبحٍ (١) بالكأس نادَمَنى … لا بالحَصُورِ ولا فيها بسَوَّارِ (٢)
ويُرْوَى: بسَآرِ (٣). ويقالُ أيضًا للذى لا يُخْرِجُ سرَّه ويَكْتُمُه: حَصُورٌ. لأنه يَمْنَعُ سِرَّه أَن يَظْهَرَ، كما قال جريرٌ (٤):
ولقد تَسَقَّطَنى (٥) الوُشاةُ فصادَفوا … حصِرًا بسرِّكِ يا أُمَيْمُ ضَنِينَا
وأصل جميع ذلك واحدٌ، وهو المنعُ والحبسُ.
وبمثل الذي قُلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا أبو كريبٍ، قال: ثنا ابن خلَفٍ، قال: ثنا حماد بنُ شُعَيبٍ، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبدِ اللهِ في قوله: ﴿وَسَيِّدًا وَحَصُورًا﴾، قال:[الحصورُ الذي لا يأتى النساء](٦).
حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا سَلَمةُ، عن ابن إسحاق، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيَّب أنه قال: ثنى ابن العاصِ أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: "كلُّ بنى آدم يأتى يوم القيامة وله ذنبٌ، إلا ما كان من يحيى بن زكريَّا". قال: ثم دلَّى رسول
(١) في ص، ت ١، ت ٢: "مرجح"، وفى س: "مزجج". (٢) السَّوَّار: الذي تسور الخمر في رأسه سريعًا. تاج العروس (س و ر). (٣) اسم فاعل على غير قياس عن: سأر وأسأر. وأسأر منه شيئًا: أبقاه وأفضله. التاج (س أ ر). (٤) ديوانه ١/ ٣٨٧. (٥) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣: "تساقطني"، وفى س: "ساقطنى". وتَسَقَّطَنى: طلب الوشاة سَقَطَه. التاج (س ق ط). (٦) سقط من: ت ١، ت ٢، ت ٣، وفى ص بياض بقدر كلمة. والأثر أخرجه البيهقى ٧/ ٨٣ - ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه ٦٤/ ١٧٥ - من طريق عاصم به.