الله ﷺ يدَه إلى الأرضِ، فأخَذ عُويدًا صغيرًا، ثم قال:"وذلك أنه لم يَكُنْ له ما للرجال إلا مثل هذا العودِ، وبذلك سمّاه الله سيّدًا وحصورًا"(١).
حدَّثني يونس، قال: أخبرنا أَنسُ بنُ عِياض، عن يحيى بن سعيد، قال: سمعت سعيد بن المسيَّبِ يقولُ: ليس أحدٌ إلا يَلْقَى الله يوم القيامة ذا ذَنْبٍ، إلا يحيى بن زكريا، كان حصورًا معه مثلُ الهَدْبة.
حدَّثنا أحمد بن الوليد القرشيُّ، قال: [ثنا محمدُ (٢) بن جعفرٍ، قال] (٣): ثنا شعبة، عن يحيى بن سعيدٍ، عن سعيد بن المسيَّب، قال:[قال ابن العاص - إمّا عبدُ الله وإمّا أبوه -: ما أحدٌ يَلْقَى الله إلا وهو ذو ذنبٍ، إلا يحيى بن زكريا. قال: وقال سعيدُ بن المسيَّب](٣): ﴿وَسَيِّدًا وَحَصُورًا﴾. قال: الحَصُورُ الذي لا يَغْشَى (٤) النساءَ، ولم يَكُنْ ما معه إلا مثلُ هُدْبةِ الثوبِ (٥).
حدَّثني سعيد بن عمرو السَّكونيُّ، قال: ثنا بقية بن الوليد، عن عبد الملك، عن يحيى بن سعيدٍ، عن سعيدِ بن المسيَّبِ في قوله: ﴿وَحَصُورًا﴾. قال: الحَصُورُ الذي لا يشتهى النساء. ثم ضرَب بيدِه إلى الأرضِ، فأخذ نواةً فقال: ما كان معه إلا مثل هذه.
(١) أخرجه ابن أبي حاتم في العلل (١٩١٣) من طريق سلمة به، وأخرجه الحاكم ٢/ ٣٧٣، وابن عساكر في تاريخه ٦٤/ ١٧٤ من طريق ابن إسحاق به. (٢) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "عمر". وتقدم على الصواب في ٣/ ٤٨٩. (٣) سقط من: س. (٤) في س: "يشتهى". (٥) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ١١/ ٥٦١، ٥٦٢، وأحمد في الزهد ص ٩٠، وابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٦٤٣ (٣٤٦٥) من طريق يحيى بن سعيد به نحوه.