﴿وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا﴾ تأكُلُ وتشربُ، ﴿وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ﴾. يقولُ: ومَا نَحسَبُك فيما تُخبِرُنا وتَدْعونا إليه، إلا ممن يَكْذِبُ فيما يقولُ، [فإن كنتَ صادقًا فيما تقولُ](٢) بأنك رسولُ اللهِ كما تزعُمُ،
(فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسْفًا (٣) مِنَ السَّمَاءِ). يعنى: قِطَعًا مِن السماءِ. وهى جمعُ كِشفَةٍ، جُمِع كذلك كما تُجمَعُ تمرةٌ تَمْرًا.
وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني عليٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثنا معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿كِسَفًا﴾. يقولُ: قِطَعًا (٤).
حُدِّثْتُ عن الحسينِ، قال: سمِعْتُ أبا معاذٍ يقولُ: أَخبَرنا عُبَيدٌ، قال: سمِعتُ الضحاكَ يقولُ في قولِه: ﴿كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ﴾: جانِبًا مِن السماءِ (٥).
حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِه: ﴿فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ﴾. قال: ناحيةً مِن السماءِ، عذابٌ، ذلك الكِسَفُ.
(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٨١٣ من طريق أصبغ، عن ابن زيد. (٢) سقط من: ت ٢، ف. (٣) تقدم الكلام عن هذه القراءة وترجيح المصنف لسكون السين في ١٥/ ٨٠. (٤) تقدم تخريجه في ١٥/ ١٦١، وأخرجه ابن عساكر في تاريخه ٢٣/ ٧٥، ٧٦ من طريق آخر عن ابن عباس مطولًا. (٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٨١٤ من طريق أبي معاذ به.