قال أبو جعفرٍ ﵀: يقولُ تعالى ذكرُه: وخلَقنا (٢) مِن كلِّ شيءٍ خلَقنا زوجين، وترَك "خلَقنا" الأولَ (٣) استغناءً بدلالةِ الكلامِ عليه (٤).
واختُلِف في معنى قولِه: ﴿خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ﴾؛ فقال بعضُهم: عُنِي به: ومن كلِّ شيءٍ خَلَقْنا نوعين مُختلِفين؛ كالشقاءِ والسعادةِ، والهُدَى والضلالةِ، ونحوِ ذلك.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني يعقوبُ بنُ إبراهيمَ، قال: ثنا ابنُ عليةَ، قال: ثنا ابنُ جريجٍ، قال: قال مجاهدٌ في قولِه: ﴿وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ﴾. قال: الكفرَ والإيمانَ، والشقاءَ والسعادةَ، والهُدَى، والضلالةَ والليلَ والنَّهارَ، والسماءَ والأرضَ، والجنَّ والإنسَ، [والشمسَ والقمرَ](٥).
حدَّثنا ابنُ بشارٍ، قال: ثنا إبراهيمُ بنُ أبي الوزيرِ، قال: ثنا مَرْوانُ بنُ معاويةَ
(١) ينظر البحر المحيط ٨/ ١٤٢. (٢) سقط من: الأصل، ص، ت ١، ت ٢، ت ٣. (٣) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "الأولى". (٤) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "عليها". (٥) سقط من: الأصل، ص، م، ت ١. والأثر عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١١٥، ١١٦ إلى المصنف وابن المنذر، وينظر التبيان ٩/ ٣٩٣، وتفسير القرطبي ١٧/ ٥٣.