سهلِ بن معاذٍ، عن أبيه، عن رسولِ اللهِ ﷺ أنه قال:"مَنْ حَرَسَ وراء المسلمين في سبيل اللهِ مُتَطَوِّعًا، لا يأخُذُه سُلطانٌ بحرسٍ، لم يَرَ النار بعَيْنِه إلا تَجلَّةَ القَسَم، فإن الله جلّ وعزّ يقولُ: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا﴾ (١).
حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبَرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أَخبرنا مَعْمَرٌ، أخبَرني الزهريُّ، عن ابن المسيبِ، عن أبي هريرةَ، أن النبيَّ ﷺ قال: "مَنْ ماتَ له ثلاثةٌ لم تَمَسَّه النارُ إلا تَحِلَّةَ القَسَم". يعنى الوُرُودَ (٢).
وأما قولُه: ﴿كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا﴾. فإن أهلَ التأويلِ اختلَفوا في تأويله؛ فقال بعضُهم: معناه: كان على ربِّك قضاءً مَقْضِيًّا.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿حَتْمًا﴾. قال: قضاةً (٣).
حدَّثنا القاسم، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابن جريجٍ: ﴿حَتْمًا مَقْضِيًّا﴾. قال: قضاءً.
وقال آخرون: بل معناه: كان على ربِّكَ قَسَمًا واجبًا.
(١) أخرجه البخارى في الكبير ٣/ ٤٤٣ من طريق ابن وهب، عن يحيى، عن رشدين به، وأخرجه أحمد ٢٤/ ٣٧٩ (١٥٦١٢)، وابن عبد الحكم في فتوح مصر ص ٢٩٦، وأبو يعلى (١٤٩٠)، والطبراني ٢٠/ ١٨٥ (٤٠٢، ٤٠٣)، وابن عدى ٣، ١٠١٢، من طريق رشدين به. (٢) تفسير عبد الرزاق ٢/ ١٠. وينظر تخريجه في مسند الطيالسي (٢٤٢٣). (٣) تفسير مجاهد ص ٤٥٨. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٨٣ إلى ابن أبي حاتم وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر.