يقولُ تعالى ذِكرُه: أو لم يرَ هؤلاءِ الكفارُ أيضًا من حُجَجنا عليهم وعلى جميعِ خَلْقِنا، أنَّا جعَلْنا في الأرضِ [جبالًا راسيةً](١). والرَّواسِي جمعُ راسيةٍ، وهى الثَّابتةُ.
كما حدَّثنا بِشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتَادةَ قولَه: ﴿وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ﴾. أي: جبالًا (٢).
وقولُه: ﴿أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ﴾. يقولُ: ألَّا تَتَكفَّأَ بهم. يقولُ جلَّ ثناؤُه: فجعَلْنا في هذه الأرضِ هذه الرَّواسِىَ من الجبالِ، فثَبتَّناها لئلَّا تَتَكفَّأَ بالناسِ، وليقْدِرُوا على الثباتِ على ظهرِها.
كما حدَّثنا بِشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ، قال: كانوا على الأرضِ تَمورُ بهم، لا تَسْتقِرُّ، فأصبَحُوا صبحًا (٣)، وقد جعل الله الجبالَ، وهى الرَّواسي، أوتادًا للأرضِ (٤).
﴿وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا﴾. [يقولُ: وسهَّلْنا في الأرضِ التي أسكناهم فيها ﴿فِجَاجًا﴾](٥). يعني: مسالِكَ، واحِدُها فَجٌّ.
(١) في ت ٢: "رواسي". (٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٧/ ٢٢١٩ من طريق سعيد به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١١٣ إلى ابن المنذر. (٣) سقط من: ص، م، ت ١، ف. (٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١١٣ إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم. (٥) سقط من: م، ت ١، ت ٣، ف.