وقوله: ﴿إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ﴾. يقولُ: إلا عظيمًا للآلهةِ؛ فإنَّ إبراهيمَ لم يَكْسِرُه، ولكنَّه فيما ذُكِر عَلَّق الفأسَ في عُنُقِه.
وبنحوِ الذي قُلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابن جريجٍ: ﴿إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ﴾. قال: قال ابن عباسٍ: إلا عظيمًا لهم، عظيمَ آلهتِهم (٢).
قال ابن جريجٍ: وقال مجاهدٌ: وجَعَل إبراهيمُ الفأسَ التي (٣) أَهْلَك بها (٤) أصنامهم مُسْندةً إلى صدرِ (٥) كبيرِهم الذي تَرَكَ.
حدَّثنا محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: جَعَل إبراهيمُ الفأسَ التي أهْلَك بها أصنامَهم مُسْندةً إلى صدرِ كبيرِهم الذي تَرَك (٦).
حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا سَلَمةُ، عن ابن إسحاقَ، قال: أقبَل عليهنَّ كما قال اللهُ ﵎: ﴿ضَرْبًا بِالْيَمِينِ﴾ [الصافات: ٩٣]. ثم جَعَل يكسِرُهنَّ بفأسٍ
(١) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٢٣٦ - ٢٣٨ مطولًا بإسناد السدي المعروف. (٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٣٢١ إلى ابن المنذر. (٣) في ص، ت ١، ت ٢، ف: "الذي". (٤) في ص، ت ١، ت ٢ ف: "به". (٥) في ص، ت ١، ت ٢، ف: "ظهر". (٦) تفسير مجاهد ص ٤٧٣.