حدَّثنا زكريا بنُ يَحيى بن أبي زائدةَ، قال: ثنا أَزْهَرُ، عن ابن عونٍ، عن ابن سيرينَ، أن الخلفاءَ كانوا يَتَوضَّئون لكلِّ صلاةٍ (١).
حدَّثنا ابن بَشَّارٍ، قال: ثنا ابن أَبي عَدِيٍّ، عَن حُمَيدٍ، عن أنسٍ، قال: تَوَضَّأَ عمرُ بنُ الخطابِ وضوءًا فيه تَجوُّزٌ، خفيفًا، فقال: هذا وضوءُ مَن لم يُحْدِثْ (٢).
حدَّثنا ابن المُثَنَّى، قال: ثنى وَهْبُ بنُ جَرِيرٍ، قال: أخبرَنا شعبةُ، عن عبد الملك بن مَيْسرةَ، عن النَّزَّالِ، قال: رأيتُ عليَّا صَلَّى الظهرَ، ثم قَعَد للناسِ فِي الرَّحَبَةِ، ثم أُتِيَ بماءٍ، فَغَسَل وَجْهَه ويدَيه، ثم مَسَح برأسِه ورجلَيه، وقال: هذا وضوءُ مَن لم يُحْدِثْ (٣).
حدَّثني يعقوبُ بنُ إبراهيمَ، قال: ثنا هُشَيمٌ، عن مُغيرةً، عن إبراهيمَ، أن عليًّا اكتالَ مِن حُبٍّ (٤)، فتَوَضَّأَ وضوءًا فيه تَجَوُّزٌ، فقال: هذا وضوءُ مَن لم يُحْدِثُ (٥).
وقال آخرون: بل كان هذا أمرًا مِن اللهِ عزَّ ذكرُه نبيَّه ﷺ والمؤمنين به أن يتوضَّئوا لكلِّ صلاةٍ، ثم نُسِخ ذلك بالتخفيف.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني عبدُ الله بنُ أبي زيادٍ القَطَوَانيُّ، قال: ثنا يعقوبُ بنُ إبراهيمَ، قال: ثنا
(١) أخرجه أبو عبيد في الطهور (٤٦)، وابن أبي شيبة ١/ ٢٩ من طريق ابن عون - زاد ابن أبي شيبة: وهشام - عن ابن سيرين. (٢) عزاه ابن كثير في تفسيره ٣/ ٤١ إلى المصنف، وقال: هذا إسناد صحيح. وينظر التمهيد ١٨/ ٢٣٨. (٣) أخرجه الطيالسي (١٤١)، وأحمد ٢/ ٢٩١ (١٠٠٥)، والبخارى (٥٦١٦) من طريق شعبة به. (٤) الحب، بضم الحاء: الجرة صغيرة كانت أو كبيرة، أو هي الضخمة منها، أو الخابية. التاج (ح ب ب). (٥) ذكره ابن كثير في تفسيره ٣/ ٤١ عن المصنف.