حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ: ﴿ذَاتِ الْعِمَادِ﴾. قال: كانوا أهلَ عمودٍ (١).
وقال آخرون: بل قيل ذلك لهم؛ لبناءٍ بناه بعضُهم، فشَيَّد عَمَدَه ورفَع بناءَه.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ﴾. قال: عادُ قومُ هودٍ، بنَوها وعمِلوها حينَ كانوا في الأحقاف. قال: ﴿لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا﴾: مثلُ تلك الأعمادِ (٢)، ﴿فِي الْبِلَادِ﴾. قال: وذلك في الأحقافِ في حضرَ موتَ، ثَمَّ كانت عادٌ. قال: وثَمَّ أحقافُ الرملِ، كما قال اللهُ جلَّ ثناؤه، الأحقافُ؛ من الرملِ: رمالٌ أمثالُ الجبالِ، تكونُ مُظِلَّةٌ مجوَّفةً.
وقال آخرون: قيل ذلك لهم؛ لشدِة أبدانِهم وقُوتِهم.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا المروزيُّ، عن الحسينِ، قال: سمعتُ أبا معاذٍ يقولُ: ثنا عبيدٌ، قال: سمِعت الضحاكَ يقولُ في قولِه: ﴿ذَاتِ الْعِمَادِ﴾. يعنى: الشِّدةِ والقوةِ (٣).
وأشبهُ الأقوالِ في ذلك بما دلَّ عليه ظاهرُ التنزيلِ قولُ مَن قال: عُنِى بذلك أنهم
(١) بعده في الأصل: "لا يقيمون". والأثر تقدم تخريجه في ص ٣٦٣ (٢) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "الأعمال". (٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣٤٧ إلى المصنف وابن أبي حاتم.