قَريبٌ ثَراه (١) ما يَنالُ عَدُوُّه … له نَبَطًا أبِى الهَوَانِ قَطُوبُ
يعنى بالنَّبَطِ: الماءَ المُسْتَنبَطَ.
وبنحوِ الذي قُلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمد بن المفضَّلِ، قال: ثنا أسباطُ، عن السُّدِّيِّ: ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ﴾. يقولُ: ولو سَكَتوا ورَدُّوا الحديثَ إلى النبيِّ ﷺ، وإلى أميرِهم (٢) حتى يَتَكَلَّمَ هو به: ﴿لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ﴾. يعنى عن الأخبارِ، وهم الذين يُنقِّرُون (٣) عن الأخبارِ (٤).
حدَّثنا بِشْرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ﴾. يقولُ: إلى عُلمائِهم، ﴿لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾: لعَلِمه الذين يَفْحَصُونَ (٥) عنه، ويُهمهم ذلك (٦).
حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حَجَّاجٌ، عن ابن جُرَيجٍ: ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ﴾ حتى يكونَ هو الذي يُخبرهم: ﴿وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ﴾:
(١) في الأصل، ص: "تراه". (٢) في م: "أولى أمرهم". وت ١، ت ٢، ت ٣: "أمرهم". (٣) في الأصل، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "ينفرون". وغير منقوطة في ص، والمثبت من مصدر التخريج، وينقرون عن الأخبار، أي: يبحثون عنها. ينظر التاج (ن ق ر). (٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ١٠١٥، ١٠١٦ (٥٦٨٧، ٥٦٨٨، ٥٦٩٥) من طريق أحمد بن مفضل به. (٥) في الأصل: "يحضون"، وفي ص: "يفصحون". (٦) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ١٠١٥ (٥٦٨٩) من طريق يزيد به إلى قوله: علمائهم. وباقيه عقب الأثر (٥٦٩٥) معلقا، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ١٨٧ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.