خطابِه عبادَه، ولكن معنى ذلك: ولكنَّ البرَّ مَن آمَن باللهِ واليومِ الآخرِ (١)، الموفون بعهْدِهم إذا عاهَدوا، والصابرين في البأساءِ والضراءِ. و ﴿الْمُوفُونَ﴾ رفعٌ؛ لأنه من صفةِ ﴿مَنْ﴾، و ﴿مَنْ﴾ رفعٌ، فهو معربٌ بإعرابِه، و ﴿الصَّابِرِينَ﴾ نصبٌ - وإن كان من صفتهِ - على وجهِ المدحِ الذي وصَفنا قبلُ.
القولُ في تأويلِ قولِه جلَّ ثناؤُه: ﴿وَحِينَ الْبَأْسِ﴾.
يعني جلَّ ذِكرُه بقولِه: ﴿وَحِينَ الْبَأْسِ﴾: والصابرين في وقتِ البأسِ. وذلك وقتُ شدةِ القتالِ في الحربِ.
كما حدثني الحسينُ بنُ عمرِو بنِ محمدٍ العَنْقَزيُّ، قال حدثنا أبي، قال: حدثنا أسباطُ، عن السُّديِّ، عن مُرَّةَ، عن عبدِ اللهِ في قولِه ﵎: ﴿وَحِينَ الْبَأْسِ﴾. قال. حينَ القتالِ (٢).
حدَّثني موسى بنُ هارونَ، قال: حدثنا عمرٌو، قال حدثنا أسباطُ، عن السُّدِّيِّ، عن مُرَّةَ، عن عبدِ اللهِ مثلَه (٣).
حدَّثني المُثَنَّى، قال: حدثنا أبو حذيفةَ، قال: حدثنا شِبلٌ، عن ابنِ أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿وَحِينَ الْبَأْسِ﴾: القتالِ (٤).
حدَّثنا بشرُ بنُ مُعاذٍ، قال: حدثنا يزيدُ بنُ زُريعٍ، عن سعيدٍ، عن قتادةَ قولَه: ﴿وَحِينَ الْبَأْسِ﴾. أي: عندَ مَواطنِ القتالِ.
(١) بعده في م: "و". (٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٢٩٢ (١٥٦٩) من طريق عمرو العنقزي به، وتقدم أوله في ص ٨٦. (٣) أخرجه الحاكم ٢/ ٢٧٣ من طريق عمرو بن حماد به. (٤) ذكره ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٢٩٢ عقب الأثر (١٥٦٩) معلقًا.