[حدَّثني عليٌّ، قال: ثنا زيدٌ](١)، قال: ثنا سفيانُ: أحبُّ إليَّ (٢) أن يعطيَه الربُعَ أو أقلَّ منه شيئًا، وليسَ بواجبٍ، وأن يفعلَ ذلك حسنٌ.
حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا جريرٌ، عن عطاءٍ، عن عبدِ اللهِ بن حبيبٍ (٣) أبى عبدِ الرحمنِ السُّلَميِّ، عن عليٍّ ﵁: ﴿وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ﴾. قال: هو ربُعُ المكاتبةِ.
وقال آخرون: بل ذلك حضٌّ من اللهِ أهلَ الأموالِ على أن يعطوهم سهمَهم الذي جعله اللهُ لهم من الصدقاتِ المفروضةِ لهم في أموالِهم بقولِه: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ﴾ [التوبة: ٦٠]. قال: فالرِّقابُ التي جعَل فيها أحد سُهمانِ الصدقة الثمانيةِ هم المكاتَبون. قال: وإيَّاه عنَى جلَّ ثناؤُه بقوله: ﴿وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ﴾. أي: سَهْمِهم من الصدقةِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا ابن حميد، قال: ثني يحيى بنُ واضحٍ، قال: ثنا الحسينُ، عن ابن بُرَيْدَةَ (٤)، عن أبيه (٥) قولَه: ﴿وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ﴾. قال: يَحُبُّ اللهُ عليه، يُعْطُونه (٦).
(١) في ت ٢: "حدثنا يزيد قال: ثنا على". (٢) سقط من: ت ٢. (٣) بعده في ت ٢: "عن". (٤) في م، ت ١، ت ٢، ت ٣، ف: "زيد". وهو عبد الله بن بريدة كما في تفسير ابن أبي حاتم، وكما سيأتي التصريح بأنه عبد الله بن بريدة في تفسير الآية (١٤) سورة التغابن. وينظر تهذيب الكمال ٦/ ٤٩١. (٥) بعده في ص: "عن أبيه". (٦) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٥٨٦ من طريق الحسين به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٤٦ =