القول في تأويل قوله تعالى: ﴿وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (٢٦)﴾.
يقول تعالى ذكره: ومَثَلُ الشركِ باللَّهِ - وهى الكلمة الخبيثة - كشجرة خبيثة.
اختلف أهل التأويل فيها؛ أيُّ شجرةٍ هي؟ فقال أكثرهم: هي الحنظلُ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدثنا محمد بن المُثَنَّى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبةُ، عن معاويةَ بن قُرَّةَ، قال: سَمِعتُ أنس بن مالك، قال في هذا الحرفِ ﴿وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ﴾. قال: الشِّرْيانُ (١). فقلت: وما الشِّرْيانُ؟ قال رجلٌ عنده: الحنظلُ. فأقر به معاوية (٢).
حدثنا الحسن بن محمدٍ، قال: ثنا شبابةُ، قال: أخبرنا شعبةُ، عن معاويةَ بن قرةَ، قال: سمعتُ أنس بن مالك يقولُ: ﴿وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ﴾. قال: الحنظلُ (٣).
حدثنا الحسنُ، قال: ثنا عمرُو بنُ الهَيثم، قال: ثنا شعبة، عن معاوية بن قرة، عن أنس بن مالكٍ، قال: الشِّريان. يعنى الحنظل.
حدثنا أحمد بن منصور، قال: ثنا نعيم بن حماد، قال: ثنا محمد بن ثورٍ، عن ابن جريج، عن الأعمشِ: عن حِبَّانَ بن شعبة، عن أنس بن مالكٍ في قوله:
(١) قال في اللسان: (شرين): هو شجر صُلب تتخذ منه القِسِيّ، واحدته شريانة. (٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٧٧ إلى ابن مردويه. وانظر تفسير ابن كثير ٤/ ٤١٣. (٣) أخرجه البغوي في الجعديات ١/ ٥٣٧، (١١٤٢) من طريق شعبة به.