ومعنى قولِه: ﴿مُرْسَاهَا﴾: قيامُها. مِن قولِ القائلِ: أرساها اللَّهُ فهى مُرْساةٌ. وأرساها القومُ: إذا حَبَسوها. ورَسَتْ هي تَرْسو رُسُوًّا.
وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا (٤) محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ المُفضَّلِ، قال: ثنا أسباطُ، عن السُّديِّ: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا﴾. يقولُ: متى قيامُها (٥).
حدَّثنا بشرُ بنُ معاذٍ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا﴾: متى قيامُها (٦).
وقال آخرون: معنى ذلك: مُنْتهاها. وذلك قريبُ المعنى مِن معنى مَن قال: معناه: قيامُها. لأنَّ انْتِهاءَها بُلُوغُها وقتَها. وقد بَيَّنا أن أصلَ ذلك الحبسُ والوقوفُ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا المثنى، قال: ثنا عبدُ اللَّهِ بنُ صالحٍ، قال: ثنى معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن
(١) في ص: "بعصى" وفى ت ١، س، ف: "يقضى". وينظر مصادر التخريج. (٢) غير منقوطة في ص، ت ١، وفى س: "يرى". وينظر مصادر التخريج. (٣) في ص، ت ١، ت ٢، س: "إيانا"، وفى تفسير القرطبي: "أوانا". وإبَّانُ كل شيء وقته وحينه الذي يكون فيه. اللسان (أ ب ن). (٤) في م: "حدثني". (٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٦٢٦ من طريق أحمد بن المفضل به. (٦) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ١٥٠ إلى عبد بن حميد مطولًا، وسيورد المصنِّف بقيته بعد قليل في موضعين.