واختلفت القرأة في قراءة قوله: ﴿وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ﴾؛ فقرأته عامةُ قرأة المدينة والشام: ﴿مَا تَشْتَهِيهِ﴾ بزيادة "هاءٍ"، وكذلك ذلك في مصاحفهم (١). وقرأ ذلك عامةُ قرأةِ العراقِ:(تَشْتَهِي) بغير "هاء"، وكذلك هو في مصاحفهم (٢).
والصوابُ مِن القولِ في ذلك أنهما قراءتان مشهورتان بمعنى واحد، فبأيتهما قرأ القارئ فمُصِيبٌ.
يقول تعالى ذكره: ﴿إِنَّ الْمُجْرِمِينَ﴾. وهم الذين اجترموا في الدنيا الكفر باللَّهِ، فأُجْرِموا (٣) به في الآخرةِ ﴿فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ﴾. يقولُ: هم فيه ماكثون.
﴿لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ﴾. يقولُ: لا يُخفَّفُ عنهم العذاب. وأصلُ الفُتُورِ:
(١) هي قراءة نافع وأبى جعفر وابن عامر وحفص. النشر ٢/ ٢٧٦. (٢) هي قراءة ابن كثير وحمزة والكسائي وأبى عمرو ويعقوب وخلف وأبى بكر عن عاصم. المصدر السابق. (٣) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "فاجترموا".