أحمدُ بنُ يوسفَ، قال: ثنا القاسمُ، قال: ثنا هشيمٌ، عن عوفٍ، عن أبي عثمانَ النهديِّ، أنه قرَأ:(أَمَّرْنَا)، مشددةً من الإمارةِ (١).
وقد تأوَّل هذا الكلامَ على هذا التأويلِ جماعةٌ من أهلِ التأويلِ.
ذكرُ من قال ذلك
حدَّثني عليُّ بنُ داودَ، قال: ثنا أبو صالحِ، قال: ثنى معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ قولَه:(أَمَّرْنا مُتَرَفِيها). يقولُ: سلَّطنا أشرارَها فعصَوا فيها، فإذا فعلوا ذلك أهلكتُهم بالعذابِ، وهو قولُه: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا﴾ (٢)[الأنعام: ١٢٣].
حدَّثني الحارثُ، قال: ثنا القاسمُ، قال: سمعتُ الكسائيَّ يُحدِّث عن أبي جعفرٍ الرازيِّ، عن الربيعِ بن أنسٍ، أنَّه قَرَأها:(أَمَّرْنا). وقال: سلَّطنا (٣).
حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسيُن، قال: ثنى حجاجٌ، عن أبي جعفرٍ (٤)، عن الربيعِ، عن أبي العاليةِ، قال:(أَمَّرْنا) مُثقَّلةً: جعَلنا عليها و ﴿مُتْرَفِيهَا﴾: مستكبرِيها (٥).
حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنى عيسى؛ وحدَّثنى الحارثُ قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في
(١) تفسير البحر المحيط ٦/ ٢٠. (٢) أخرجه البيهقى في الأسماء والصفات (٣٢٣) من طريق أبى صالح به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٦٩ إلى المصنف وابن المنذر وابن أبي حاتم. (٣) تفسير ابن كثير ٥/ ٥٨. (٤) في النسخ: "حفص"، والمثبت هو الصواب، وهو إسناد دائر. (٥) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٦٩ إلى المصنف وابن المنذر وابن أبي حاتم، وينظر تفسير ابن كثير ٥/ ٥٨.