يقولُ تعالى ذكرُه: ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ﴾: تَرجِعُ بالغيوثِ (٢) وأرزاقِ العبادِ كلَّ عامٍ. ومنه قولُ المُتنخِّلِ في صفةِ سيفٍ (٣):
أبيضُ كالرجعِ رَسُوبٌ إذا … ما ثاخ في مُحْتَفَلٍ يَخْتَلِي (٤)
وبنحوِ الذي قلْنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا مِهرانُ، قال: ثنا سفيانُ، عن خُصَيفٍ، عن عكرمة، عن ابن عباسٍ: ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ﴾. قال: السحابِ فيه المطرُ (٥).
حدَّثنا عليُّ بنُ سهلٍ، قال: ثنا مؤملٌ، قال: ثنا سفيانُ، عن خُصَيفٍ، عن
(١) تفسير مجاهد ص ٧٢٠ من طريق ضمرة به. (٢) في م: "الغيوم". (٣) ديوان الهذليين ٢/ ١٢. (٤) الرجع: الغدير فيه ماء المطر، والمحتفل: معظم الشيء، وثاخ وساخ: غاب، يختلي: يقطع، والرسوب: الذي إذا وقع غمض مكانه لسرعة قطعه. ينظر شرح أشعار الهذليين ٣/ ١٢٦٠. (٥) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره، ٢/ ٣٦٥، وأبو الشيخ في العظمة (٧٥٠)، والحاكم ٢/ ٥٢٠ من طريق الثورى به بنحوه. وأخرجه إبراهيم الحربى في غريبه - كما في التغليق ٤/ ٣٦٥ - من طريق عكرمة به بنحوه. وأخرجه البخارى في التاريخ الكبير ٨/ ٢٦٢ من طريق مجاهد، عن ابن عباس، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣٣٦ إلى الفريابي وابن أبي حاتم وابن مردويه.