الشياطين كانوا أخبروه أنه لا عقل لها، وأن رجلها كحافرِ حمارٍ، فأراد أن يَعْرِفَ صحة ما قيل له من ذلك.
وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله: ﴿أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ﴾ قَالَ أهل التأويل.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني محمد بن سعدٍ، قال: ثنى أبى، قال: ثنى عمى، قال: ثنى أبى، عن أبيه، عن ابن عباس: ﴿نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ﴾. قال: زِيد في عرشها ونُقص منه؛ ليَنْظُر إلى عقلها، فوجدت ثابتةَ العقل (١).
حدَّثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنى حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد: ﴿نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي﴾: أَتَعْرِفُه؟
حدثني محمد بن عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدثنى الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهدٍ قوله: ﴿نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي﴾. قال: تَعْرِفُهُ (٢)؟
حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، عن ابن إسحاق، عن بعض أهل العلم، عن وهب بن منبِّهٍ: ﴿أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ﴾ أَي: أَتَعْقِلُ أَم تَكونُ من الذين لا يعقلون؟ ففعل ذلك ليَنْظُرَ أَتَعْرِفُه أم لا تَعْرِفُه؟ (٣).
(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٨٩٠ عن محمد بن سعد به بنحوه. (٢) تفسير مجاهد ص ٥١٩. (٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٨٩١ من طريق سلمة عن ابن إسحاق، عن يزيد بن رومان من قوله.