وأولى القراءتين (٢) في ذلك بالصوابِ عندى قراءةُ مَن قرَأه (يَصْرِفْ عنه). بفتحِ الياءِ وكسرِ الراءِ؛ لدَلالةِ قولِه: ﴿فَقَدْ رَحِمَهُ﴾. على صحةِ ذلك، وأن القراءةَ فيه بتسميةِ فاعلِه، ولو كانت القراءةُ في قولِه: ﴿مَنْ يُصْرَفْ﴾. على وجهِ ما لم يُسَمَّ فاعلُه، كان الوجهُ في قولِه: ﴿فَقَدْ رَحِمَهُ﴾. أن يقالَ: فقد رُحِم. غيرَ مُسَمًّى فاعلُه. وفي تسميةِ الفاعلِ في قولِه: ﴿فَقَدْ رَحِمَهُ﴾. دليل بَيِّنٌ على أن ذلك كذلك في قولِه:(من يَصْرِفْ عنه)(٣).
(١) القراءة الأولى قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو وابن عامر وحفص عن عاصم، والقراءة الثانية قراءة حمزة والكسائي وشعبة عن عاصم. انظر كتاب السبعة ص ٢٥٤. (٢) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣: "القولين"، وفى س: "القراءتين القولين". (٣) قال ابن عطية كما في البحر المحيط ٤/ ٨٧: وأما المعنى فالقراءتان واحد. ثم نقل عن أبي عمرو الزاهد في كتاب اليواقيت أن أبا العباس أحمد بن يحيى ثعلبا كان لا يرى التراجيح بين القراءات السبع. وقال ثعلب: إذا اختلف الإعراب في القرآن عن السبعة لم أفضل إعرابا على إعراب في القرآن.