المسير معك: ستُدعون إلى قتال قومٍ أُولى بأس في القتال شديدٍ.
واختلف أهل التأويل في هؤلاء الذين أخْبَر اللهُ ﷿ عنهم أن هؤلاء المخلَّفين من الأعراب يُدْعَوْن إلى قتالهم؛ فقال بعضُهم: هم أهل فارس.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن عبدِ اللهِ بن أبي نجيح، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس: ﴿أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ﴾: أهل فارسَ (١).
حدَّثنا إسماعيل بن موسى الفَزاريُّ، قال: أخبرنا داودُ بنُ الزِّبْرِقانِ، عن ثابتٍ البنانيِّ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى في قوله: ﴿سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ﴾. قال: فارس والروم (٢).
قال: أخبرنا داود، عن سعيدٍ، عن الحسنِ مثلَه.
حدَّثنا ابن عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، قال: قال الحسن في قوله: ﴿سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ﴾. قال: هم فارسُ والرومُ (٣).
حدثنا محمد بن عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهدٍ
(١) سيرة ابن هشام ٢/ ٣٢٠، ٣٢١. وأخرجه البيهقى في الدلائل ٤/ ١٦٦ من طريق على بن أبي طلحة، عن ابن عباس، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٧٢ إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم. (٢) أخرجه ابن سعد ٢/ ١١٥، والبيهقى في الدلائل ٤/ ١٦٣ من طريق الحكم عن ابن أبي ليلى. (٣) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٢٢٦ عن معمر به، وهو في تفسير مجاهد ص ٦٠٨ عن المبارك بن فضالة، عن الحسن، وأخرجه سعيد بن منصور - كما في الدر المنثور ٦/ ٧٣ - ومن طريقه البيهقي في الدلائل ٤/ ١٦٥ عن هشيم، عن منصور، عن الحسن، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٧٣ إلى ابن المنذر.