حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدُ، عن قتادةَ قولَه: ﴿وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ﴾: أي: ما جعَلها أمَّك، فإذا ظاهَر الرجلُ مِن امرأتِه، فإن الله لم يَجْعَلْها أمَّه، ولكن جعَل فيها الكفارةَ (١).
وقولُه: ﴿وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ﴾. يقولُ: ولم يَجْعَلِ اللهُ مَن ادَّعَيْتَ أنه ابنُك وهو ابن غيرِك، ابنَك بدَعْواك.
وذُكِر أن ذلك نزَل على رسولِ اللهِ ﷺ، من أجل تَبَنِّيه زيدَ بنَ حارثةَ.
ذكرُ الروايةِ بذلك
حدَّثني محمدُ بن عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ﴾. قال: نزَلَت هذه الآيةُ في زيدِ بن حارثةَ (٢).
حدَّثني يونُسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِه: ﴿وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ﴾. قال: كان زيدُ بنُ حارثةَ حينَ منَّ الله ورسولهُ عليه، يقالُ له: زيدُ بنُ محمدٍ. كان تبَنَّاه، فقال اللهُ: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ﴾ [الأحزاب: ٤٠]. قال: وهو يَذْكُرُ الأزواجَ والأختَ، فأخْبَره أن الأزواجَ لم تَكُنْ بالأمهاتِ أمهاتِكم، ولا أدعياؤُكم أبناءَكم (٣).
(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١٨١ إلى المصنف وابن المنذر وابن أبي حاتم. (٢) تفسير مجاهد ص ٥٤٦. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١٨١ إلى الفريابي وابن أبي شيبة وابن المنذر. (٣) التبيان ٨/ ٢٨٥، وتفسير ابن كثير ٦/ ٣٧٨.