القولُ في تأويلِ قولِه جل ثناؤُه: ﴿وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (٥٨)﴾.
وتأويلُ ذلك ما رُوِى لنا عن ابنِ عباسٍ، وهو ما حدَّثنا به القاسمُ، قال: حَدَّثَنَا الحسينُ، قال: حدَّثني حَجَّاجٌ، قال: قال ابنُ جُرَيْجٍ: قال ابنُ عباسٍ: ﴿وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ﴾: مَن كان منكم مُحْسِنًا زِيد في إِحْسانِه، ومَن كان مُخْطِئًا نَغْفِرْ له خَطيئتَه.
فتأويلُ الآيةِ: وإذ قلنا: ادْخُلوا هذه القريةَ، مُباحًا لكم أكلُ (٦) ما فيها مِن الطَّيِّباتِ، ومُوَسَّعًا عليكم بغيرِ حسابٍ، وادْخُلُوا البابَ سُجَّدًا، وقولوا: سُجودُنا هذا للهِ حِطَّةٌ مِن ربِّنا لذنوبِنا، يَحُطُّ به آثامَنا. نتَغَمَّد لكم ذُنوبَ المُذْنِبِ منكم، فنَسْتُرها عليه، ونَحُطّ أوْزارَها عنه، ونَزِيدُ (٧) المحسِنَ (٨) منكم -
(١) هو أمية بن الأسكر، والبيت في ذيل الأمالى ص ١٠٩، والأغانى ٢١/ ١٠، والخزانة ٦/ ١٩. (٢) في الأغاني، والخزانة: "أتاه مهاجران". (٣) في ر، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "لعمر". (٤) في ذيل الأمالى: "ليترك شيخه"، وفى الأغاني، والخزانة: "ففارق شيخه". (٥) في م، ت ١، ت ٢، ت ٣، ومصادر التخريج: "خابا". (٦) في ر، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "كل". (٧) في م: "سنزيد". (٨) في الأصل، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "المحسنين".