ويُقِرُّون بما تضمَّن من أمرِ اللهِ ونهِيه، ويعمَلون به.
وعطَف [بـ "الهدى"] (١) على موضعِ ﴿لِتُبَيِّنَ﴾ (٢)؛ لأن موضعَها نصبٌ. وإنما معنى الكلامِ: وما أَنْزَلنا عليك الكتابَ إلا بيانًا للناسِ فيما اخْتَلفوا فيه، و (٣) هدًى ورحمةً.
يقولُ تعالى ذكرُه مُنبِّهَ خَلْقِه على حُججِه عليهم في توحيدِه، وأنه لا تَنْبِغى الألوهةُ إلا له، ولا تصلُحُ العبادةُ لشيءٍ سواه: أيُّها الناسُ، و (٤) معبودُكم الذي له العبادةُ دونَ كلِّ شيءٍ، ﴿أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً﴾. يعنى: مطرًا. يقولُ: فَأَنْبَت بما أَنْزَل من ذلك الماءِ من السماءِ الأرضَ (٥) الميتةَ التي لا زرعَ بها (٦) ولا عُشْبَ، ولا تُنبتُ (٧)، ﴿بَعْدَ مَوْتِهَا﴾: بعدَما هي ميتةٌ لا شيءَ فيها، ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: إن في إحيائِنا الأرضَ بعدَ موتِها، بما أنزلنا من السماءِ من ماءٍ، لدليلًا واضحًا، وحجةً قاطعةً عُذْرَ من فكَّر فيه، ﴿لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ﴾. يقولُ: لقومٍ يسمَعون هذا القولَ فيتدبَّرونه ويعقِلونه، ويطيعون الله بما دلّهم عليه.