﴿تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾. قال: قهَرْتَهم واستعْمَلتَهم (١).
حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجَّاجٌ، عن ابن جُرَيج، [عن مجاهدٍ](٢)، قال: تمُنُّ (٣) على أن عبدتَ بني إسرائيلَ. قال: قَهَرْتَ وغلبت واستعمَلْتَ بني إسرائيلَ.
حدَّثنا موسى بنُ هارونَ، قال: ثنا عمرٌو، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ: ﴿وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾: وربَّيتنى قبلُ وليدًا.
وقال آخرون: هذا استفهامٌ كان من موسى لفرعونَ، كأنه قال: أَتَمُنُّ على أن اتخَذتَ بني إسرائيلَ عبيدا؟
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا الحسنُ، قال: أخبَرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبَرنا معمرٌ، عن قتادةَ في قولِه: ﴿وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ﴾. قال: يقولُ موسى لفرعونَ: أَتَمُنُّ على أن اتخَذتَ أنت بني إسرائيلَ عبيدًا؟ (٤)
واختلَف أهلُ العربيةِ في ذلك؛ فقال بعضُ نحوييِّ البصرةِ (٥): ﴿وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ﴾. فيقالُ: هذا استفهامٌ، كأنه قال: أَتَمْنُّها عليَّ؟ ثم فسَّر فقال: ﴿أَنْ
(١) تفسير مجاهد ص ٥١٠، ومن طريقه ابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٧٥٦، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٨٣ إلى الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر. (٢) سقط من: م. (٣) في ص، ت ٢: "أتمن". (٤) تفسير عبد الرزاق ٢/ ٧٤، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٧٥٥ (١٥٥٧٠) من طريق سعيد عن قتادة، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٨٣ إلى عبد بن حميد وابن المنذر. (٥) هو الأخفش، كما في تهذيب اللغة ٢/ ٢٣٢.