يقولُ تعالى ذِكرُه: قال هؤلاءِ الغاوون والأندادُ التي كانوا يَعبدونها مِن دونِ اللهِ وجنودُ إبليسَ، وهم في الجحيمِ يختصمون:
﴿تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾. يقولُ: تاللهِ لقد كنَّا في ذهابٍ عن الحقِّ (١) مُبِينٍ، يَبِينُ ذهابُنا ذلك عنه عن نفسِه، لمن تأمَّله وتدبَّره أنه ضلالٌ وباطلٌ.
يقولُ تعالى ذكرُه مخبرًا عن قيلِ هؤلاءِ الغاوين في الجحيمِ: ﴿وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ﴾. يَعْنى بالمجرمين إبليسَ وابنَ آدمَ الذي سَنَّ القتلَ.
كما حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابن جُرَيجٍ، عن عكرِمةَ قولَه: ﴿وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ﴾. قال: إبليسُ وابنُ آدمَ القاتلُ (٣).
(١) بعده في م، ت ٢، ف: "إن كنا لفي ضلال"، وفى ت ١، ت ٢: "بأن كنا لفي ضلال" (٢) في ص، ت ١، ف: "الذين". (٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٩١ إلى المصنف وابن المنذر.