وقوله: ﴿إلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ﴾. [يقولُ: ولقد علمت الجنَّةُ إن الذين قالوا: إن الملائكة بناتُ اللَّهِ. لمُحضَرون العذابَ، إلا عبادَ اللَّهِ](١) الذين أخلَصهم لرحمتِه، وخلَقهم لِجَنَّتِه.
يقول تعالى ذكره: فإنَّكُم أيها المشركون بالله وما تَعْبُدُون مِن الآلهة والأوثانِ،
﴿مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ﴾. يقولُ: ما أنتم على ما تعبُدون من دونِ اللهِ بفاتنين؛ أي: بمضلِّين أحدًا، ﴿إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الجَحِيمِ﴾. يقولُ: إلا أحدًا سبق في علْمي أنه صالِ الجحيمِ.
وقد قيل: إن معنى ﴿عَلَيْهِ﴾ في قولِه: ﴿مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ﴾. بمعنى به.
وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني عليٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عباسٍ قولَه: ﴿فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ (١٦١) مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ﴾. يقول: لا تُضلُّون أنتم، ولا أُضِلُّ منكم إلا مَن قد قضيتُ عليه (٢) أنه صال الجحيم (٣).
(١) سقط من: م، ت ١. (٢) سقط من: م، ت ٢، ت ٣. (٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره -كما في الإتقان ٢/ ٤٠، واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (١٠٠٤) من طريق أبي صالح به.