يقولُ تعالى ذكرُه (٢): إن الذين صَدَّقوا اللَّهَ ورسولَه وعمِلوا الصالحاتِ؛ وذلك العملُ بطاعةِ اللهِ والانتهاءُ إلى أمرِه، ﴿يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ﴾. يقولُ: يُرْشِدُهم ربُّهم بإيمانِهم به إلى الجنةِ.
كما حدَّثنا بِشْرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولهَ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾: بلَغنا أن نبيَّ الله ﷺ قال: "إن المؤمن إذا خرَج مِن قبره، صُوِّرَ (٣) له عملُه في صورةٍ حَسَنَةٍ، [وشارةٍ حَسَنةٍ](٤)، فيقولُ له: ما أنت؟ فوالله إني لأَرَاكَ [امْرَأَ صدقٍ](٥). فيقولُ: أنا عملُك. فيكونُ له نورًا وقائدًا إلى الجنة، وأما الكافرُ إذا خرَج مِن قبرِه، صُوِّر (٣) له عملُه في صورةٍ سيئة [وشارةٍ سيئةٍ](٦)، فيقولُ:
(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٩٢٩ من طريق أصبغ بن الفرج عن ابن زيد به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٣٠١ إلى أبى الشيخ. (٢) بعده فى ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف: "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات". (٣) في تفسير ابن أبي حاتم: "مثل". (٤) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف. وفي تفسير ابن أبي حاتم والدر المنثور "وريح طيبة". (٥) في الأصل: "امرأ الصدق"، وفى تفسير ابن أبي حاتم والدر المنثور: "عين امرئ صدقٍ". (٦) فى م: "وبشارة سيئة"، وفى تفسير ابن أبي حاتم والدر المنثور: "وريح منتنة".