أُسرِى به ﵇، غير أنه لم يدخُلْ بيت المقدس، ولم يُصَلِّ فيه، ولم يَنزِلْ عن البُراقِ حتى رجع إلى مكةَ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا محمدُ بنُ بشَّارٍ، قال: ثنا يحيى بنُ سعيدٍ القطَّانُ، قال: ثنا سفيانُ، قال: ثنى عاصمُ بنُ بَهْدَلةَ، عن زِرَّ بن حُبيشٍ، عن حذيفة بن اليمان، أنه قال في هذه الآية: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى﴾. قال: لم يُصَلِّ فيه رسولُ الله ﷺ، ولو صلَّى فيه لكُتِب عليكم الصلاةُ فيه كما كُتب عليكم الصلاةُ عند الكعبة (١).
حدَّثنا أبو كريبٍ، قال: سمعتُ أبا بكر بنَ عَيَّاشٍ، ورجلٌ يُحدِّثُ عندَه بحديث حينَ أُسرى بالنبيِّ ﷺ، فقال له: لا تَجيءُ بمثل عاصمٍ ولا زِرٍّ. قال: قال حذيفةُ لزرِّ بن حُبيشٍ - قال: وكان زِرٌّ رجلًا شريفًا مِن أشرافِ العرب - قال: قرأ حذيفةُ: (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ [مِنَ اللَّيْلِ] (٢) مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بارَكنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) - وكذا قرأ عبدُ اللهِ - قال: وهذا كما يقولون: إنه دخل المسجد فصلَّى فيه، ثم دخل فربَط دابتَه. قال: قلتُ: والله قد دخَله. قال: من أنت؟ فإنى أعرِفُ وجهَك ولا أدرى ما اسمُك. قال: قلتُ: زِرُ بنُ حُبيشٍ. قال: ما [علمُك بهذا](٣)؟ قال: قلتُ: مِن قِبَلِ القرآن. قال: من أخذ بالقرآن أفلَح. قال: فقلتُ: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ
(١) أخرجه النسائي في الكبرى (١١٢٨٠) عن محمد بن بشار به. وأخرجه أحمد ٥/ ٣٩٠ (الميمنية) من طريق سفيان به. (٢) في ص، ت ١، ت ٢، ف: "ليلًا". وينظر ما تقدم في ص ٤١٣. (٣) في م: "عملك هذا".