والعَسِيلُ الريشةُ جُمِع بها الطِّيبُ. وإنما معنى الكلامِ: كناحِتِ صخرةٍ يومًا بعسيلٍ.
وكذلك قولُ الآخرِ (٢):
* رُبَّ ابن عمٍّ لسُلَيْمَى مُشْمَعِلْ (٣) *
* طبّاخِ ساعاتِ الكَرَى زَادَ (٤) الكَسِلْ (٥) *
وإنما معنى الكلامِ: طباخُ زادِ (٦) الكَسِلِ ساعاتِ الكَرَى.
فأما من قرَأ ذلك:(فَلا تَحْسَبنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدَهُ رُسُلِه). فقد بيَّنا وجهَ بُعْدِه من الصحةِ في كلامِ العربِ في سورةِ "الأنعامِ" عندَ قولِه: ﴿وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ﴾ [الأنعام: ١٣٧] بما أغنى عن إعادتِه في هذا الموضعِ (٧).
(١) الشاهد بلا نسبة في معاني القرآن ٢/ ٨٠، والدرر اللوامع ٢/ ٦٦ واللسان (ع س ل). (٢) البيتان نسبا للشماخ في سيبويه ١/ ١٧٧، والكامل ١/ ١٩٩. ونسب الأول منها مع أبيات أخر في أراجيز العرب للبكرى ص ١٣٣ للجميح بن أخى الشماخ، وفى ديوان الشماخ ص ٣٨٩ نسب لجبار بن جزء، وفي التاج (رفل) نسب لجندل بن حرى، وهو تصحيف عن جبار بن جزء. وينظر الخلاف فيها في الخزانة ٤/ ٢٣٧. (٣) المشمعل: السريع الماضي. النهاية ٢/ ٥١٠. (٤) في ص، ت ١، ت ٢، ف: "دار". (٥) الكَسِل: الكسلان. اللسان (ك س ل). (٦) في ص، ف: "دار". (٧) ينظر ما تقدم في ٩/ ٥٧٦، ٥٧٧.