بَسْطًا، كما حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ: ﴿وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا﴾. قال: بُسِط له.
حدثَّني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى وحدَّثنى الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا﴾. قال: من المالِ والولدِ (١).
وقولُه: ﴿ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: ثم يَأْمُلُ ويَرْجُو أَن أَزِيدَه مِن المالِ والولدِ، على ما أعْطَيْتُه، ﴿كَلَّا﴾.
يقولُ: ليس ذلك كما يَأْمُلُ ويَرْجُو، مِن أن أزيدَه مالًا وولدًا وتمهيدًا في الدنيا، ﴿إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا﴾. يقولُ: إن هذا الذي خلَقْتُه وحيدًا كان لآياتِنا؛ وهى حُجَجُ الله على خلقِه، مِن الكتبِ والرسلِ، ﴿عَنِيدًا﴾. يعنى مُعانِدًا للحقِّ مجانبًا له، كالبعير العنُودِ، ومنه قولُ القائلِ (٢):
إذا نزَلْتُ فَاجْعَلانِي وَسَطَا … إني كبيرٌ لا أُطِيقُ العُنَّدَا
وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدثَّني عليٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا﴾. يقولُ: لآيتِنا جَحودًا (٣).
حدثَّني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى،، وحدَّثني
(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٢٨٢ إلى المصنف وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم. (٢) البيتان في مجاز القرآن ١/ ٢٩١، ٣٣٧، ٢/ ٢٧٥، واللسان (ع ن د)، وتقدم البيت الثاني في ١٢/ ٤٥٢. (٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٢٨٣ إلى المصنف وهناد في الزهد وعبد بن حميد.