وقولُه: ﴿فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: فهلَّا تَذَكَّرون أَيُّها الناسُ، فتَعْلَموا أن الذي أَنْشَأكم النشأةَ الأولى، ولم تكونوا شيئًا، لا يتعذَّرُ عليه أن يُعيدَكم من بعدِ مماتِكم وفنائِكم [لهيئتِكم قبلَ مماتِكم إذ كنتم](١) أحياءً.
وقولُه: ﴿أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: أفرأَيتم أيُّها الناسُ الحرثَ الذي تَحْرُثونه،
وقد حدَّثني أحمدُ بنُ الوليدِ القُرَشيُّ، قال: ثنا مسلمُ بنُ أبي مسلمٍ الجَرْميُّ (٢)، قال: ثنا مَخْلَدُ بنُ الحسينِ، عن هشامٍ (٣)، عن محمدٍ، عن أبي هريرةَ، قال: قال رسولُ اللَّهِ ﷺ: "لا تَقُولَن: زرَعتُ. ولكن قُلْ: حرَثتُ". قال أبو هريرةَ: ألم تَسْمَعْ إلى قولِ اللَّهِ: ﴿أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (٦٣) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ﴾ (٤)؟
قال أبو جعفرٍ ﵀: يقولُ تعالى ذكرُه: لو نشاءُ لجعَلْنا ذلك الزرْعَ الذي
(١) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣. (٢) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "الحرمي". (٣) في الأصل: "هشام بن محمد"، وفي م، ت ١، ت ٢: "هاشم". وينظر تهذيب الكمال ٢٧/ ٣٣١، ٣٣٢. (٤) أخرجه البزار في مسنده (١٢٨٩ - كشف)، وابن حبان (٥٧٢٣)، والطبراني في الأوسط (٨٠٢٤)، وأبو نعيم في الحلية ٨/ ٢٦٧، والبيهقي في شعب الإيمان (٥٢١٧، ٥٢١٨) من طريق مسلم بن أبي مسلم الجرمي به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٦٠، ١٦١ إلى ابن مردويه.