حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابن جُرَيجٍ، عن مجاهدٍ: ﴿قُصِّيهِ﴾. أي: قُصَّى أثرَه.
حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، عن ابن إسحاقَ: ﴿وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ﴾. قال: اتَّبِعى أثرَه (١).
حدَّثنا بشرٌ بنُ معاذٍ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ﴾. أي: انْظُرِى ماذا يَفْعَلُون به (٢).
حدَّثنا موسى، قال: ثنا عمرٌو، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ: ﴿وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ﴾. يعنى: قُصِّى أثرَه (٣).
حدَّثني العباسُ بنُ الوليدِ، قال: أخبَرنا يزيدُ، قال: أخبَرنا الأصبغُ بنُ زيدٍ، قال: ثنا القاسمُ بنُ أبي أيوبَ، قال: ثني سعيدُ بنُ جُبيرٍ، عن ابن عباسٍ: ﴿وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ﴾. أي: قُصِّي أثرَه واطْلُبِيه، هل تَسْمَعِين له ذكرًا؟ أحيٌّ ابنى أو قد أكَلَتْه دوابُّ البحرِ وحيتانُه؟ ونَسِيَتِ الذي كان اللهُ وعَدَها (٤).
وقولُه: ﴿فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: فقَصَّت أختُ موسى أثرَه، ﴿فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ﴾. يقولُ: فبَصُرَت بموسى عن بُعدٍ، لم تَدْنُ منه، ولم تَقرَبْ؛ لئلا يُعْلَمَ أنها منه بسَبيلٍ.
يقالُ منه: بَصُرْتُ به وأبْصَرْتُه. لغتان مشهورتان. وأبْصَرتُ عن جُنُبٍ وعن جَنابةٍ. كما قال الشاعرُ (٥):
(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٩٤٨ من طريق سلمة به. (٢) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٨٨ عن معمرٍ، عن قتادةَ. (٣) تقدم أوله في ص ١٥٠. (٤) جزء من حديث الفتون الطويل، وتقدم تخريجه في ١٦/ ٦٩. (٥) هو الأعشى، والبيت في ديوانه ص ٦٥.