بان الشبابُ وأَمْسَى الشَّيْبُ قد أزِفا … ولا أرَى لشبابٍ ذاهبٍ خَلَفَا
وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني عليٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثنى معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عباسٍ قولَه: ﴿أَزِفَتِ الْآزِفَةُ﴾: من أسماءِ يومِ القيامةِ، عظَّمه اللَّهُ وحذَّره عبادَه (٢).
حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابنِ أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ في قولِه: ﴿أَزِفَتِ الْآزِفَةُ﴾. قال: اقْتَرَبَت الساعةُ (٣).
حدَّثني يونُسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال (٤): قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿أَزِفَتِ الْآزِفَةُ﴾. قال: الساعةُ، ﴿لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ﴾ (٥).
وقولُه: ﴿لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ﴾. يقولُ: ليس للآزفةِ التي قد أزِفَت؛ وهي الساعةُ التي قد دَنَت، مِن دونِ اللَّهِ كشفٌ (٦). يقولُ: ليس تَنْكَشِفُ فتقومَ إلا بإقامةِ اللَّهِ إياها وكشْفِها دونَ مَن سِواه مِن خلقِه؛ لأنه لم يُطْلِعْ عليها مَلَكًا مُقَرَّبًا
(١) شرح ديوانه ص ٧٠. (٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٣١ إلى المصنف، دون قوله: "عظمه … إلخ". (٣) تفسير مجاهد ص ٦٢٩، ومن طريقه الفريابي - كما في تغليق التعليق ٤/ ٣٢٢ - وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٣١ إلى عبد بن حميد. (٤) في م: "قالا". (٥) تقدم بنحوه في ٢٠/ ٣٠١. (٦) في م: "كاشف".