الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿كَالْعِهْنِ﴾. قال: كالصُّوفِ (١).
حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ في قولِه: ﴿كَالْعِهْنِ﴾. قال: كالصوفِ (٢).
وقولُه: ﴿وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا (١٠) يُبَصَّرُونَهُمْ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: ولا يَسْأَلُ [قريبٌ قريبَه](٣) عن شأنِه لشغلِه بشأنِ نفسِه.
وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا﴾: يُشْغَلُ كلُّ إنسانٍ بنفسِه عن الناسِ (٤).
وقولُه: ﴿يُبَصَّرُونَهُمْ﴾. اخْتَلف أهلُ التأويلِ في الذين عُنُوا بالهاءِ والميمِ في قولِه: ﴿يُبَصَّرُونَهُمْ﴾؛ فقال بعضُهم: عُنِى بذلك الأقْرِباءُ، أنهم يُعَرَّفون أقْرباءَهم، ويُعَرَّفُ كُلُّ إنسانٍ قريبَه، فذلك تَبْصيرُ اللهِ إياهم.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿يُبَصَّرُونَهُمْ﴾. قال: يُعَرَّفُ بعضُهم بعضًا، ويَتَعارَفون بينَهم، ثم
(١) عزاه السيوطى فى الدر المنثور ٦/ ٢٦٥ إلى عبد بن حميد وابن المنذر. (٢) أخرجه عبد الرزاق فى تفسيره ٢/ ٣١٧ عن معمر به. (٣) في ص، ت ١، ت ٢: "قريبا قريبا". (٤) عزاه السيوطى فى الدر المنثور ٦/ ٢٦٥ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.